SF2COQI5RC4X3FLL رياديات

هيا الفضل

مسيرة هيا الفضل

 

اسمي "هيا الفضل" سعودية الجنسية، وأعمل مُنسِّقة أزياء في المملكة، ولم يكن ذلك وليد اللحظة؛ فمنذ نعومة أظافري ولديّ رغبة مُلحة في العمل بذلك الميدان، وبالفعل شققت طريقي منذ فترة طويلة، وخضت العديد من الدورات التدريبية، وتعاملت مع مصممين متميزين على المستوى المحلي والعالمي، وحصلت على جائزة من الجامعة اللبنانية الأمريكية فيما يتعلق بتسويق المنتجات، وكذلك شهادة من جامعة كوندي نست التي يقع مقرها في لندن فيما يخص تنسيق الأزياء. 

 

أمتلك في تلك الفترة شركة المحور، ولقد تم تدشينها في عام 2016م بدولة لبنان، وأعمل بمفردي، ولا يوجد لديَّ أي موظفين، وما زالت الشركة في طور النشأة، غير أنني أسعى لتطويرها بمرور الوقت، وعملي منسقة أزياء يمتد من الناحية الجغرافية ليشمل كلًّا من: المملكة والشرق الأوسط وأوروبا. 

 

تدربت لفترة في شركة إعلانات تسمى "جون والتر تومسون"، وتقع بمدينة جدة، ويرمز لها بحروف مختصرة JWT""، ولقد كان شغفي بمجال تصميم الأزياء هو الدافع المحوري وراء إنشاء شركتي التي تقدم تلك النوعية من الخدمات، وهذه المؤسسة هي الأولى بالنسبة لي؛ وبالطبع فإن العمل من خلال اسم تجاري خير وسيلة؛ من أجل جذب المتابعين. 

 

لم أحتج لأي موارد خارجية، حيث إن شركتي محدودة من حيث الحجم، وأعمل في تلك الشركة بمفردي، ومن وجهة نظري فإن الكيانات التجارية التي يتشارك فيها أفراد الأسر لها مزايا وعيوب.

 

من أبرز المزايا إمكانية استثمار الأفكار التي تتوافر لدى كل شخص في الارتقاء بالشركة، ودفعها نحو النجاح، غير أنه من أبرز العيوب التي يمكن أن تشوب تلك النوعية من الشركات هو إمكانية حدوث مشاكل ونتنازع، ومن أجل تلافي ذلك فإنه من المفضل وضع كافة البنود التي تتعلق بالحقوق والواجبات في عقود ملزمة للجميع منذ بداية النشاط؛ من أجل تجنب المشاكل المستقبلية، ووضع حدود للجميع. 

 

من وجهة نظري فإن أبرز النصائح التي يمكن أن أقدمها للراغبين في امتلاك شركة خاصة هو التدرب والتعليم بشكل دائم، وكذلك فإنه من المهم القيام بالتعرف على كافة تفاصيل العمل، ومساعدة موظفي الشركة إذا لزم الأمر، ومن الممكن الاستعانة بدليل يدون فيه كافة المهام المطلوب تنفيذها، ويكون ذلك بمثابة خطة مُسبقة، وبما يساعد على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب. 

 

لامتلاك شركة خاصة مزايا متنوعة، حيث إن ذلك يُعزز من الطموح، ومن الممكن التوسع مستقبلًا، غير أنها تجربة مشوبة ببعض الصعوبات، ويتمثل ذلك في تحمل المسؤولية عن كافة أركان الشركة، وذلك يتطلب وقتًا وجهدًا، وكذا متابعة الأعمال الخاصة بالضرائب والماليات، وفي حالة حدوث فشل لا قدر الله فإن ذلك لن يؤثر على مالك الشركة فقط بل ستمتد آثاره السلبية لجميع الموظفين والعمال. 

 

نعاني في تلك الفترة من تباطؤ في نمو الاقتصاد، وبالطبع فإن الأمر يلزمه تفكير لتوفير النفقات، وأفضل وسيلة لبلوغ ذلك استغلال المهارات الشخصية، وعرض المنتجات الفريدة التي تجذب الجمهور، وبالطبع يمكن بالنسبة لمن لديهم حالة ركود فيمكن الاستفادة من تلك الفترة لمراجعة لترتيب الأوراق بمعنى استراحة محارب. 

 

بالنسبة لمن يرغبون في إنشاء شركة خاصة فأنصحهم بدراسة الأمر بشكل جيد، ووضع ميزانية وتقييم للمخاطر، وفي حالة تأسيس شركة من دون موظفين فإن تلك عملية بسيطة للغاية، ولن تتكلف مبالغ كبيرة. 

 

يساعدني الكثيرون في القيام بأعمالي، وفي مقدمتهم السيدة "هلا كفوري"، وهي لبنانية وتعمل في مجال التدوين؛ حيث تقوم بكتابة إعلانات لنشرها على البريد الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل الترويج والتوزيع، وكذلك فإن هناك السيد "جاد تامو"، والذي يعمل كمصمم جرافيكي. 

 

تنوعت أماكن ممارسة العمل بالنسبة لي فحينما كنت في دولة لبنان كنت أسير أموري من خلال مكان مخصص للشركة، وعندما عدت إلى المملكة قررت أن أقوم بالعمل من خلال المنزل، وأعتقد أن العمل من خلال مكان خاص أفضل ويساعد على التركيز، وفي حالة الاضطرار للقيام بالمهام من المنزل؛ فإن ذلك يتطلب مكتبًا في حجرة مستقلة، وبعيدًا عن حياة الأسرة. 

 

أتعامل مع كثير من الأنماط المهنية؛ فهناك المحاسبون القانونيون؛ من أجل ترتيب المهام المالية والتعامل مع الضرائب، وكذلك المحامون الذين يديرون الأمور القانونية، وفي حالة رغبة أي شخص بإنشاء شركة فإنه من المفترض أن يقوم بتوظيف محامٍ ومحاسب لتسهيل المهام، والتفرغ للأعمال بعيدًا عن تلك الأمور، وكلما كانت الشركة كبيرة فإن الأمر يتطلب تعيين مجموعة أكبر من الموظفين. 

 

نحتاج في هذه الفترة لزيادة حجم الأعمال الصديقة للبيئة، وأعتقد أن عملي منسقة أزياء يندرج تحت ذلك الصنف من الأعمال، ومن بين ما شاركت فيها مؤخرًا العرض الخاص بالملابس، والذي أُجري في نهاية عام 2020م بالتعاون مع "ياسمين قنذل"، وجميع ما يتم استخدامه من مواد صديقة للبيئة. 

 

بمرور الوقت أكتسب المزيد من الخبرات، فما كنت أعرفه منذ بعض سنين لا يمثل شيئًا بالنسبة للمعلومات والبيانات التي أمتلكها في تلك الفترة، وأنا فضولية وأحب أن أتعلم بشكل دائم، وأحب زيارة المعارض باستمرار والتعرف على المستجدات، وأهتم كذلك باتياع النصائح التي يُمليها كل من المحامي والمحاسب القانوني، وأنا أهتم بتفاصيل الأعمال وجميع جوانبها. 

 

تعد مواقع التواصل الاجتماعي؛ مثل: الفيسبوك وتويتر وسناب شات من أبرز الطرق التي أستخدمها لعرض الخدمات الخاص بعملي، وعامة فإن مواقع الإنترنت وسيلة مهمة لعرض السلع والخدمات بجميع تصنيفاتها وهناك الجديد في التطبيقات الحاسوبية كل يوم، وبما يسهل من إدارة الأمور عن بعد. 

 

لكل عمل تحدياته، وأرى أن أكبر ما وجهته من تحديات يتمثل في المنافسة من الشركات الكبيرة؛ فهناك من يعملون في هذا الميدان منذ فترات كبيرة ولهم عملاء كثر، وارى أن إيجاد آلية للتفاهم والتشارك بين أصحاب المجال الواحد أفضل من المنافسة، حيث يمكن تبادل الخبرات وتحقيق الاستفادة لجميع. 

 

إن طبيعة عملي تُتيح لي الفرصة في التعرف على معارف جديدة، وكذلك زيارة كثير من الدول بالخارج، ومن ثم التعرف على عادات وتقاليد هذه الشعوب، إلى جانب البيزنس الذي أقوم به. 

 

يأتي على الجميع أوقات عصيبة، وفي حالة مروري بتلك النوعية من الفترات فإنني أحاول أن ألتمس الإيجابيات السابقة، وأبتعد عن السلبيات، مع أهمية الأخذ بالنصيحة والمشورة من أصحاب الخبرات، والابتعاد عن المتشائمين قدر المستطاع، والأهم من ذلك هو الجد والمثابرة في مواجهة العراقيل.  

 

إن فلسفتي في العمل تتمثل في الإصرار على تقديم عمل لائق وناجح، ومجالي يتطلب التناسق والتناغم أكثر من غيره، وبما يساعد في أظهار الأزياء بالصورة الجميلة الأنيقة، وأحب العمل ضمن الفرق، ولا أخجل من طلب المساعدة من أصحاب الخبرات، وأكثر ما يُخيفني هو عدم بلوغ ما أتمناه، وأعتبر أن تأسيسي لشركتي في عام 2016م بلبنان هو أكثر الأعمال شجاعة في حياتي.

 

إذا ما عاد بي الزمن إلى مرحلة العشرين من عمري فسأوجه لنفسي عدة كلمات؛ وهي: "إن الإنسان مهما علا وارتفع لا يزال صغيرًا وفي حاجة للتعلم والتدرب"، وأهم الدروس التي تعلمتها في حياتي هو أن أعطي بلا مقابل.