SF2COQI5RC4X3FLL
رائدة أعمال سعودية بدأت عندما كانت بعمر ١٩ عاماً، أثناء دراستها التسويق في الجامعة الأمريكية في دبي بدأت السعي لبدء مشروعها الخاص. تقول ديم "قبل التخرج كان دائما لدي الرغبة في خلق ماركة محلية، فعندما أذهب للأسواق أجد الماركات وسلاسل المحلات أغلبها عالمي ونادرا أن أجد علامة مشهورة محلية الأصل... فأصبح هدفي إيجاد ماركة أو أسم يمثلنا كعرب وكشباب عربي.. ولأنني أحب الطعام جدا قررت أن أخوض في مجال المطاعم".
خطأ بنصف مليون درهم!
تقول ديم عن بداية تجربتها " خلق أي فكرة عمل جديدة تمر بالكثير من المحاولات والأخطاء قبل تشكيل الصورة الأخيرة. فقبل الوصول لمطعمي اليوم، مررت بالكثير من الأخطاء التي كلفتني قرابة النصف مليون درهم، بسبب صغر سني وقلة خبرتي، فلم يتجاوز عمري الـ 19 سنة آنذاك، ولم يكن معي مرشد أو معلم، حتى والدي لأنه من مشجعي فكرة ترك الأولاد يتعلمون بأنفسهم وخبرتهم، فكانت المسؤولية كلها علي.
الخطوة الأولى بدأت بالتجول بين المحلات ودراسة السوق. ذهبت للعديد من المعارض، وفي أحد هذه المعارض وجدت شركة امتياز آسيوية ترغب بفتح إحدى سلاسل مطاعمها في دبي. أحببت فكرة المطعم وزرت فرع الشركة الرئيسي في شرق آسيا. عشقت الشركة، وسحرني الاهتمام بالتفاصيل. فوجدت كل طابق في الشركة مختصا بشيء معين، مثل التصميم، وقائمة الطعام وأصنافها، وخلق الوصفات الجديدة.
عندها فكرت " نحن كعرب قادرون على التفكير وخلق الجديد مثلهم، فلماذا نصرف الأموال الباهظة لشراء أسم سلسلة عالمية بدل أن نخلق افكارنا وأسماءنا الخاصة؟" وعدت لدبي بهذه الفكرة في رأسي... حيث بدأت بإجراءات الحصول على الامتياز من الشركة، وبعد ستة أشهر تمت الموافقة. ولكن بسبب خطأ بسيط جدا من قبل المحامي لم يتم توقيع العقد".
وتقول ديم "بعد شهرين، عدت للعمل لكن بخبرة أكبر، وعرفت أنني أريد البدء بفكرتي الخاصة ولا أريد تقليد أحد. فهمت من بحثي أن المطعم لا يقتصر فقط على الديكور والمنظر الخارجي الذي ترينه عندما تدخلين، بل هو المطبخ. المطبخ هو قلب المطعم النابض. وعندما غيرت توجيه تركيزي من الخارج إلى الداخل، بدأت بفهم فكرتي. وبدأت بالبحث عن اصناف الطعام والوصفات وفنون تقديم الطعام لتكوين فكرة كبيرة.
كان ذلك في العام 2008 حين اخترت المصمم العالمي كريم رشيد لتصميم المطعم، واخترت دبي مول ليكون موقعه"، لم أكن سوى طالبة جامعية في الواحدة والعشرين حين ذهبت لإعمار لعرض طلبي في الحصول على مطعم في دبي مول، ولم يكن في يدي سوى الورقة التي قدمت عليها مقترح المطعم، جلست في غرفة الانتظار مع ممثلي أشهر سلاسل المطاعم في العالم، وعندما قابلت ممثلي إعمار ، كان هنالك الكثير من الأسئلة التي لم أجد أجوبة لها، فكنت أخلق الإجابات بشكل عام ، جلّ اهتمامي كان رغبتي بخلق ماركة محلية مميزة لأهل دبي، لكن لم يكن لدي التفاصيل، وحتى اليوم ليس لدي اهتمام كبير في التفاصيل. لم تكن عملية سهلة، وأخذ مني قرابة السنة للحصول على الموقع من أعمار، وبدأت عملية البناء، لم يكن لدي أي فكرة بخصوص التصميم والبناء وغيرها، فاستعنت بفريق اخترته بنفسي من الأشخاص المختصين في هذه المجالات. كانت عملية بناء المطعم متعبة حقا، وأظن أنني تشجعت للخوض فيها لجهلي بهذه العملية وصعوبتها، أما الآن تجدينني أتردد ألف مرة قبل أن أفكر بفتح مطعم جديد! خسرت الكثير من وزني، وعملت أكثر من ١٤ ساعة يوميا، وسهرت ليال كثيرة".
"كان الافتتاح في ٢٠٠٩ أي بعد ٦ أشهر من البناء، البداية كانت صعبة في تسويق المطعم كنا نسعى لجذب الزبائن واحدا تلو الآخر كل يوم، حتى أصبحنا نستقبل ٥٠ شخصا في اليوم"
"أما اليوم، نستقبل أكثر من ٣٠٠ شخص، وأعتقد أن النجاح الذي وصلنا إليه كان بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتمدت عليها اعتمادا كبيرا في التسويق، وحصلنا على ما يزيد عن ٦٠ ألف متابع على تويتر، وهكذا حصلنا على شهرة بالتزامن مع زيادة شهرة دبي مول".
" اليوم وبعد مرور أربع سنوات على افتتاح المطعم. كنت أنا من يديره، لكنني الآن عينت مديرا وأنا مسؤولة فقط عن قسم الإبداع وخلق أصناف الطعام".
نصيحة ديم
" كل يوم يحمل الكثير من العوائق والصعوبات طالما رغبت وسعيت لتحقيق حلمك وتكوين ذاتك، ومواجهة الصعوبات هي التي ستجعل من الشخص مميزا، على كل شخص أن يتبع حلمه مبكرا، فالفشل في سن صغيرة له وقع أسهل علينا للعودة للعمل مقارنة بالفشل في مراحل وأعمار متقدمة، لذلك لا يجب أن نتأخر في المحاولة التعلم والسعي، أحب الأشخاص الذين يسعون في مجالات جديدة على الرغم من عدم معرفتهم ماذا يخبئ المستقبل، وأنصح الجميع أن يبقوا “جائعين“ للمزيد".