ترى ماذا يحتاج مؤسِّسو الشركات الناشئة لبداية قوية؟ في الحقيقة إنهم يحتاجون أشياء كثيرة لا تقتصر على وجود المستثمرين والتعليم والموارد، فهم يحتاجون موظفين، ولا سيما المواهب التي ستساعد شركتهم على النمو؛ إنهم يحتاجونك أنت.
سواء كنت ماهرًا في التسويق، أو محاسبًا مجتهدًا، أو منسِّقًا دقيقًا للأعمال، أو مدير الدقيقة الواحدة (وهذا سنفرد له مقالًا لاحقًا)، أو تحتل المركز الأول بين زملائك في التخرُّج، فهناك أمور كثيرة يجب مراعاتها قبل الدخول في شركة ناشئة، فاسأل نفسك هذه الأسئلة الأربعة، وقم بتقييم المخاطر، ثم قرِّر هل ستقول نعم أم لا:
1: ما الذي سأفعله بالفعل في هذه الشركة الناشئة؟
يقول Scott Meadow (سكوت ميدو)، أستاذ ريادة الأعمال الإكلينيكي في كلية شيكاغو بوث للأعمال: "هناك قدر كبير من الإثارة والضغط في بيئات ريادة الأعمال للدخول في الطابق الأرضي من شركة جديدة، ولكن إذا كنت على المسار الوظيفي الصحيح، كن حذرًا، فقد تكون البداية الجديدة مغرية، لكن الشركات الناشئة تعتمد على الجدارة والاستحقاق.
لقد لعب Phil Dumontet (فيل دومونتيت)؛ الرئيس التنفيذي لشركة Dashed (داشد) دورًا مزدوجًا كأول رجل توصيل دراجات في شركة يمتلكها فرد Mark Zuckerberg (مارك زوكربيرج)، فقد كان هو أول مطور في شركته، وتتميز الشركات الناشئة بأن لها هيكلًا مستويًا لا يناسب الجميع، لذا كن واضحًا جدًّا بشأن ما ستفعله، واسأل نفسك ما إذا كنت موافقًا على ذلك أم لا؟
العديد من الشركات الناشئة تتيح الفرصة لتعلُّم الكثير، وارتكاب الأخطاء، والمشاركة الفعلية في جميع جوانب الأعمال التجارية الناشئة، فإذا تخرَّجت للتو، فقد يكون الالتحاق بالعمل في شركة ناشئة هو الخطوة الصحيحة الأولى، من بين خطوات كثيرة حتمية، لذا عليك أن تعلم أن هذه الخطوة ينبغي أن تكون متبوعة بخطوات أخرى، ومن المؤكد تقريبًا أنك لن تصبح مليونيرًا، أو ترتقي لتشغل منصب الرئيس التنفيذي في غضون عام، وكذلك عليك أن تتذكَّر أن نمو الشركة الناشئة لا يعني أنك تنمو معها، فعلى سبيل المثال: إذا تم بيع الشركة، فقد يرغب المالكون الجدد في استقدام موظفيهم، وقد يتعيَّن عليك بناء خبراتك بمرور الوقت مع العديد من الشركات الكبرى، ونظيراتها الناشئة.
2. كيف ستكسب هذه الشركة الناشئة المال؟
لا يباغتك الشعور بعدم الارتياح، بل من العدل أن تسأل عن حالة التدفُّقات النقدية للشركة الناشئة قبل الالتحاق بها.
قد تكون الشركة الناشئة مدعومة من أصحاب رؤوس الأموال، وفي هذه الحالة يمكنك أن تسأل عن مقدار رأس المال الذي لديهم (أو المبلغ المتبقي)، واسأل عن المستثمرين الآخرين أيضًا، وإذا كان المؤسِّسون هم القائمون بدفع الفواتير، فقد يكون الأمر يستحق المزيد من البحث عن الذات.
في مدوَّنته الشهيرة يقول Dharmesh Shah (دارمش شاه)، مدير تكنولوجيا المعلومات ومؤسس الأداة التسويقية HubSpot (هوبسبوت)، في مدونته الشهيرة OnStartups.com (أون ستارت آبس دوت كوم): "ليس هناك بديل حقيقي للنقد في البنوك"، ويحذِّر من أن شغف المستثمرين أمر إيجابي، لكنه لن يشتري البقالة الخاصة بك.
كما يقترح Meadow (ميدو) أيضًا السؤال عن المنافسة، فإذا كان هناك 12 شركة ناشئة في نفس القطاع تعمل بقوة (أو تفشل)، فهذا شيء يجب أخذه في الاعتبار.
تعرَّف على اقتصادات العمل، وما الذي يتطلَّبه الأمر ليكون مربحًا؟ ففي مرحلة معينة، ينتظر صاحب العمل كسب المال إذا كنت باعتبارك موظفًا في مؤسسته ستستمر في كسب الأموال.
3. ما شعوري تجاه هذا الفريق؟
غالبًا ما تكون فرق الشركات الناشئة متمثلة في مجموعات متماسكة تعمل بإتقان وجهد، وبما أن تأسيس شركة أعمال مهمَّة شاقة، فهي تتطلَّب كثيرًا من العمل المتواصل، ما يعني أنك ستقضي أكثر من 40 ساعة أسبوعيًّا مع هؤلاء الأشخاص، وغير ذلك الكثير.
وجد استطلاع عام 2014 أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية أن 41 بالمائة من الموظفين شعروا أن علاقتهم بزملاء العمل كانت مهمة لتحقيق الرضا الوظيفي، ففكِّر في مدى أهمية ذلك بالنسبة لك.
لا يتعيَّن عليك إرسال رسائل نصية إلى زملائك في العمل حول الحلقة الأخيرة من مسلسل Better Call Saul (من الأفضل الاتصال بسول) للحصول على الرضا الوظيفي، ولكن إقامة علاقة عمل قوية ستستغرق وقتًا طويلًا، وقد ذكر Meadow (ميدو): "بادر بسؤال نفسك: هل يجب بيع الشركة أو طرحها للاكتتاب العام؟ وهل هناك شخص في فريقك يمكنك الشراكة معه [في المشروع التالي]؟"، وأضاف قائلًا: من المرجَّح أن يدعمك المستثمرون المؤسَّسيون إذا قمت بذلك معًا من قبل.
لا يتعيَّن عليك أن تكون أنت وزملاؤك في العمل من أفضل الأصدقاء مع فريق بدء التشغيل المحتمل لديك، ولكن عليك أن تعرف مسبقًا ما إذا كنت ترى علاقة عمل مثمرة؟
4. ما مدى أهمية هذه الوظيفة؟
بينما نحب جميعًا تحقيق هذا القول المأثور، افعل ما تحب، ولن تعمل أبدًا يومًا في حياتك، فليست جميع مشروعات العاطفة تدفع أجرًا، ومع ذلك يجب أن تكون قادرًا على فعل شيء تشعر أنه يستحق العناء بشكل أساسي.
قال Meadow (ميدو): "إذا كانت هذه الأشياء موجودة بالفعل في الشركة، وتشعر أنك تستطيع المساهمة بها، فهذا هو الوقت المناسب لانضمامك إليها، أما إذا كنت تخمن بشكل خاطئ، فقد تهدر خمس سنوات من حياتك، لذا عليك أن تكون صارمًا بشأن معاييرك".
ومن هنا يمكن لأي شخص لديه الرغبة في الالتحاق بشركة ناشئة أن يختار على أساس ما يطمح إلى تحقيقه من خلال تلك الشركة، وكذلك يمكن لصاحب العمل المبتدئ في السوق التمكن من اختيار فريق عمله، وبرنامج "رياديات" يقدم لك كل ما تحتاج إليه لتأسيس شركة ناشئة، ويجيب عن تساؤلاتك حول خطط العمل والبرامج الريادية التي ينبغي وضعها والبدء في تنفيذها وفق خطط زمنية محددة.
