المرأة وريادة الأعمال
يُعَدُّ اندماج المرأة في مجال ريادة الأعمال أمرًا ليس مُستحدثًا، ونرى ذلك منذ قديم الأزل، وفي معظم الحضارات القديمة تُوجد أمثلة عظيمة للنساء اللاتي خُضن غمار العمل السياسي والتجاري، وإذا ما بحثنا في التاريخ الإسلامي فلن نجد مثالًا على ذلك أفضل من السيدة خديجة – رضي الله عنها - والتي كانت تُعَدُّ من أغنياء قريش، وكانت تمتلك تجارة رائجة ما بين الشام واليمن وجزيرة العرب، وكان يعمل تحت إمرتها كثير من الرجال، وسوف نُفصِّل في هذا المقال عديدًا من الأطروحات المهمة حول المرأة وريادة الأعمال.
ما الصعوبات التي كانت تُواجه المرأة سابقًا في مجال ريادة الأعمال؟
هناك كثير من الصعوبات التي كانت تُواجه المرأة فيما مضى بالنسبة للتَّوجُّه نحو ريادة الأعمال، ومن أبرزها ما يلي:
- العادات والتقاليد المُجتمعية: تُعَدُّ العادات والمُعتقدات المُجتمعية المُتوارثة أحد المعوقات التي كانت تمنع المرأة من خوض غمار ريادة الأعمال، وخاصة في المنطقة العربية، حيث كان السائد أن المرأة لا بد أن تهتم ببيتها وأولادها وزوجها في المقام الأول بعيدًا عن أي عمل آخر، ومن كانت تحيد عن ذلك تُصبح محل انتقاد من الجميع، ورغم تلك المُعاناة فإن كثيرًا من النساء كُنَّ يتمردن على ذلك الوضع، ويسعين للظهور وتصدُّر المشهد في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
- الفهم الخاطئ للمُعتقدات الدينية: يُعد الفهم الخاطئ للمُعتقدات الدينية أحد الأسباب التي حدَّت من انخراط المرأة في مجال ريادة الأعمال، وذلك وفقًا للتفسيرات النصيَّة التي كان يُدافع عنها بعض العُلماء الأجلاء باستماتة، ولهم منَّا كل التقدير والاحترام على اجتهاداتهم فيما يتعلَّق بالفقه، فإن أصابوا فلهم أجران، وإن لم يُصيبوا فلهم أجر.
ما العوامل التي ساعدت المرأة في الوقت الحالي في ريادة الأعمال؟
- الانفتاح على العالم الخارجي: يُعد الانفتاح على العالم الخارجي في طليعة العوامل التي ساهمت في انخراط المرأة في مجال ريادة الأعمال؛ فالعالم في الوقت الحالي أصبح قرية صغيرة، وأصبحت الوسائل التكنولوجية هي عماد التواصل بين الجميع، سواء ما يتعلق بالفضائيات أو الشبكة العنكبوتية (شبكة الإنترنت).... إلخ، والجميع يرى ما وصل إليه الآخرون من تقدُّم وتطوُّر في ظل مُساهمة فعَّالة من عُنصري المُجتمع الرجال والنساء على حدٍّ سواء، ونحن أولى بذلك، وإذا لم يتكامل المُجتمع بعُنصريه فلن تقوم له قائمة، لذا وجد كثير من السيدات الفُضليات في العالم العربي أنفسهنَّ قادراتٍ على التَّفوُّق في ميدان ريادة الأعمال كغيرهنَّ، وبالفعل تحقَّق لهنَّ مآربهنَّ، بل وارتقين إلى مراتب أفضل.
- ظهور الفكر الديني المُستنير: نحن لا نعني بذلك أن هناك فكرًا قديم وغير مُستنير، فلجميع فقهاء وعلماء المسلمين كامل التبجيل، ولكن لكل زمان تفسيرات واجتهادات مُعيَّنة فيما يُعرف باسم فقه الواقع، ومن هذا المنطلق ظهرت فئة سعت بكل جُهدها نحو منح المرأة حقَّها وفقًا للكتاب والسُّنَّة، وخرج كثير من الآراء والأحكام بإجماع علماء المسلمين، والتي تسمح بخروج المرأة للعمل، وكذلك حقُّها الكامل في التعليم، وفي حالة كفاءتها عن الرجل في ميدان مُعيَّن فلا يُوجد أي مانع من أن تتبوَّأ المنصب الذي يليق بها، طالما كان ذلك فيه صالح المسلمين، ومن هذا المنطلق ظهر كثير من رائدات الأعمال في العالم العربي أسوةً بغيرهنَّ في الدول الأخرى.
ما السمات التي يجب أن تتَّسم بها المرأة في ميدان ريادة الأعمال؟
- المؤهلات العلمية: ويكون ذلك من خلال التعليم بجميع بمراحله، فلن يتسنَّى لأي سيدة بلوغ النجاح في عالم ريادة الأعمال دون مؤهل يُتيح ذلك، ومن ثَمَّ القُدرة على الفهم بصورة أعمق.
- القُدرات الفردية: لا شك أن القُدرات الفردية تُسهم في نجاح المرأة في ريادة الأعمال، والجميع يُؤمن بذلك.
- تحمُّل ضغوط العمل: يجب على كل سيدة لديها الرغبة في التَّفوُّق في ميدان ريادة الأعمال أن تُوجد لديها القُدرة على تحمُّل ضغوط العمل.
ختامًا مع رياديات انتي ايضًا ممكن تكونين رائدة أعمال من خلال برامجنا المميزة في أكاديمية رياديات.